الفضاء عالَم واسع يفوق الخيال
الفضاء هو ذلك الامتداد الواسع واللامحدود الذي يبدأ من نهاية الغلاف الجوي للأرض ويمتد في جميع الاتجاهات إلى ما لا نهاية إنه عالم مهيب يخلو من الهواء والضغط والحرارة التي نألفها على سطح كوكبنا، ويتميز بظلامه وسكونه وصمته العميق، ومع ذلك فهو مليء بالحركة والنشاط، فهو موطن مليارات النجوم والكواكب والمذنبات والمجرات
منذ القدم، أثارت السماء فضول الإنسان، فراح يراقب النجوم ويتتبع حركتها، ويربطها بالحكايات والأساطير، لكن ومع تطور العلم، تحولت هذه الرغبة الفطرية في الاستكشاف إلى علم قائم بذاته، وأصبح الإنسان قادرًا على تجاوز حدود الأرض والانطلاق إلى الفضاء، حاملاً معه أسئلته وأحلامه في عام 1961، دخل الإنسان رسميًا عالم الفضاء حين انطلق رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين في أول رحلة بشرية إلى الفضاء، وقد كانت تلك اللحظة بداية لعهد
جديد من الاكتشافات، تلاها بعد أعوام قليلة هبوط أول إنسان على سطح القمر في عام 1969 ضمن مهمة أبولو 11، حين خطا نيل آرمسترونغ أولى خطواته على أرضٍ غير أرضنا، وقال كلمته الشهيرة هذه خطوة صغيرة للإنسان، لكنها قفزة عملاقة للبشرية منذ ذلك الحين، لم تتوقف الرحلات إلى الفضاء، وتوالت المهمات التي حملت أقمارًا صناعية وتلسكوبات ومركبات وروبوتات إلى الفضاء، وكان من أهمها إطلاق التلسكوب الفضائي هابل الذي كشف لنا عن صور مذهلة للمجرات البعيدة والسُدم والكواكب، مما وسّع فهمنا لنشأة الكون وتاريخه.
