تطور الصناعة في الصومال قصة نهوض من جديد
يشهد الصومال خلال السنوات الأخيرة حركة تغيير لافتة في قطاع الصناعة وهو قطاع ظل لفترة طويلة محدوداً بسبب التحديات التي مرت بها البلاد إلا أن روح النهوض التي تميز الصوماليين أثمرت واقعاً جديداً يتشكل خطوة بعد خطوة ويضع الصناعة كأحد أعمدة الاقتصاد الوطني بدأت ملامح هذا التغيير تظهر من خلال عودة المصانع المحلية
إلى العمل وقدرة المستثمرين الصوماليين على إطلاق مشاريع صناعية متوسطة وصغيرة في مجالات متعددة مثل الصناعات الغذائية وصناعة مواد البناء وتعبئة المياه والصابون والزيوت وغيرها من المنتجات التي أصبحت تجد رواجاً واسعاً داخل السوق المحلي وتعزز ثقة المواطن بما ينتج في بلاده كما أسهم استقرار المدن الرئيسية وتطور
البنية التحتية في فتح الباب أمام توسع الاستثمار الصناعي إذ بدأت المناطق الصناعية في مقديشو وهارجيسا وبوساسو وغيرها تتحول إلى مراكز إنتاج حقيقية توفر فرص عمل للشباب وتمثل خطوة مهمة نحو تقليل الاعتماد على الواردات ودعم الاقتصاد الوطني بعائدات مستقرة ولا يمكن إغفال الدور الحكومي الذي يسعى إلى تهيئة بيئة
قانونية وتنظيمية تشجع الصناعة المحلية من خلال دعم المستثمرين وتسهيل الإجراءات وتقديم الحوافز وهو ما يؤكد توجه الدولة نحو بناء اقتصاد قوي يعتمد على الإنتاج وليس الاستهلاك فقط ويمثل تطور الصناعة في الصومال رسالة أمل كبيرة تعكس قدرة الشعب الصومالي على الإبداع والعمل رغم الصعاب فقد أصبحت المنتجات الصومالية
مثالاً للفخر الوطني ودليلاً على أن البلاد تسير في مسار واضح نحو التنمية والتحول الاقتصادي إن استمرار هذا التقدم يعني مستقبلًا أفضل للصومال ومستوى معيشة أعلى وبيئة اقتصادية تدعم الاستقرار وتسهم في بناء دولة منتجة وقادرة على المنافسة في المنطقة وفي ذلك برهان جديد على أن الصومال بلد ينهض بقوة ويثبت كل يوم أنه قادر على تحقيق النجاح اعتماداً على أبنائه وعزيمتهم.