كيف نشعر بالملل وما هي أسبابه
لا شك أن رحلة الفضاء تنطوي على مشاعر مروعة بكل المقاييس، بدءا من صوت احتكاك الصمامات واهتزاز المعدات، مرورا بقوة الدفع لحظة اشتعال المحرك، التي تشعر من فرط قوتها أنك تلقيت ركلة في ظهرك، وصولا إلى الشعور المزعج بأن هذه اللحظات قد تكون الأخيرة في حياتك.
في عام 1982، شعر فالينتين ليبديف، رائد الفضاء الروسي، في ثاني رحلة فضائية في حياته المهنية، أن الصاروخ يترنح يمينا ويسارا، كما لو كان فقد توازنه. وفي النهاية تيقن أنه غادر الأرض. وكان ليبديف مفعما بالنشاط والإثارة في بداية الرحلة، لكن سرعان ما خفتت عزيمته، وبعد أسبوع واحد من مهمته على متن المحطة الفضائية ساليوت 7، التي استغرقت سبعة أشهر، استسلم للملل.
إذ لم يكن الانطلاق بسرعة 17,900 ميل في الساعة على المدار الأرضي المنخفض في مركبة فضائية كافيا لإثارة اهتمامه. وكتب في مفكرته، "بدأ الروتين الممل". وقد نميل للاعتقاد أن الملل هو رد فعل مباشر ومبرر للأنشطة الرتيبة. فنادرا ما تجد شخصا مثلا يستمتع بغسل الصحون أو إعداد الإقرار الضريبي. ولو ذكر شخص أنه يستمتع بمثل هذه الممارسات، فسوف يثير ارتياب من حوله.
0 Comments: