تجربة مواطن صومالي من الصمت إلى الصوت
لحظة تختصر عقودًا من التهميش السياسي والانقطاع عن المشاركة الوطنية، سجّل أحد المواطنين الصوماليين وهو أب تجاوز الأربعين من عمره اسمه كناخب للمرة الأولى في حياته، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل استعادة جزئية لحقه في المواطنة الذي حُرم منه لعقود، بسبب سنوات طويلة من غياب الدولة والصراعات التي عصفت بالصومال
وتدوينة مؤثرة كتبها نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الفيدرالية، السيد عبد الرحمن يوسف العدالة عبّر فيها عن مشاعره العميقة قائلا أنا رجل لم أنتخب من قبل، ولم يُنتخب لي أحد، ولا والديّ عرفا طعم الاقتراع واليوم أسجّل نفسي كناخب، وسأصوّت للمرة الأولى لقيادة مدينتي، ليس لأنني أهتم بمن يفوز أو يخسر، بل لأنني وجدت نفسي أخيرًا ضمن نسيج وطني يُنصت لصوته
هذه القصة ليست مجرد تجربة فردية، بل رمز لتحوّل كبير تشهده الصومال في السنوات الأخيرة تحوّل من الفوضى إلى البناء، ومن التشتت إلى العودة إلى مؤسسات الدولة فما كان يبدو يومًا حلمًا بعيدًا، بات اليوم واقعًا ملموسًا في العاصمة مقديشو وأجزاء أخرى من البلاد، بفضل الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لإرساء دعائم الاستقرار وإعادة الثقة بين المواطن ومؤسساته.
0 Comments: