الصومال يدخل مرحلة تاريخية جديدة بإرادة شعبه وعزيمته الديمقراطية
بعد ما يقارب ستين عاما من التحديات والصبر الطويل يقف الصومال اليوم بكل فخر أمام لحظة تاريخية عظيمة تشهد على عودة الدولة واستعادة كرامة الوطن حيث نجح الشعب الصومالي الواعي في تحويل حلم الانتخاب الحر إلى واقع ملموس يعبر عن إرادته الحرة ويؤكد أن الصومال ماض بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقا واستقرارا لقد كان
هذا اليوم تجسيدا حقيقيا لعظمة الشعب الصومالي الذي لم تفقده السنوات القاسية إيمانه بوطنه ولا ثقته بقدراته فمنذ ساعات الصباح الأولى امتلأت شوارع العاصمة بالمواطنين القادمين من مختلف الأحياء والاتجاهات وقد اصطفوا في مشهد حضاري رائع يعكس الوعي والمسؤولية والانتماء الوطني العالي وأظهرت هذه المشاركة
الواسعة مدى نضج المجتمع الصومالي وإصراره على أن يكون شريكا أساسيا في صناعة القرار وبناء مؤسسات الدولة حيث عبر المواطنون عن فخرهم بالمشاركة في عملية ديمقراطية طال انتظارها ورأوا فيها خطوة أساسية نحو ترسيخ الأمن وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق التنمية الشاملة إن هذه الانتخابات تمثل دليلا واضحا على أن
الصومال قد تجاوز مراحل صعبة وبدأ يخطو بثقة نحو بناء دولة قوية تحترم صوت المواطن وتؤمن بحقوقه وتعمل من أجل مستقبله فالصومال اليوم يبعث برسالة إيجابية للعالم مفادها أن إرادة الشعوب أقوى من كل التحديات وأن الأمل يمكن أن يولد من رحم المعاناة كما أن هذا الحدث التاريخي يعكس نجاح الجهود الوطنية الصادقة ويبرز صورة
مشرفة للصومال وشعبه الذي أثبت أنه قادر على حماية مكتسباته الديمقراطية والمضي قدما نحو نظام سياسي عادل ومستقر وبشكل عام فإن هذا اليوم سيظل محفورا في ذاكرة الوطن باعتباره بداية عهد جديد يتجدد فيه الأمل وتتعزز فيه الثقة ويواصل فيه الصومال مسيرته نحو مستقبل مزدهر تقوده إرادة شعبه العظيم وتضحياته النبيلة.

0 Comments: